رداءه الأحمر المميز، المقلم بخيوط العنكبوت، والخيط الذي يخرج من فمه ليلتصق بالجدران والأشياء، حتى ينقذ العالم من الشر، بكامل قواه التي دمجت بين قوى أبطال أفلام الكرتون"سوبر مان، بات مان ، وندر ومان وغيرهم"، أصبح الآن مجرد خيال وحلم نتمنى رؤيته مرة أخرى في أفلام الكرتون. فمقطع فيديو واحد له على يوتيوب قادر على تدمير كل ما يسمى بالأخلاق والإنسانية والذوق وبراءة الأطفال.
سبايدر مان (الرجل العنكبوتي)، أضحى اليوم من أسوء ما يتم مشاهدته، ومن الأكثر تعرضاً للشكوى من قبل الأهل، لمبالغة أبنائهم في مشاهدته، وإلحاح أطفالهم على أخذ الهاتف النقال منهم باستمرار، فيتعرض الطفل لحالات عصبية هستيرية في حال سُحِبَ الهاتف من يده، حتى أن الوالدان من الممكن أن يتفاجئان بتصرفات وألفاظ ابنائهم التي لم يَسلُكها أو يتلفظها أحد أمامهم قط.
من الذي يبثه؟
أصبح حمل الهاتف النقال معظم الوقت قضية مسلم بها، ولكن في اللحظة التي يأخذ بها أطفالنا الهاتف، ويجلسون برفقة أبطال اليوتيوب، كم منا يتابع ما يشاهدونه؟! ومن منا يستبدل ما يتابعون بفيديوهات مفيدة تعليمية أو على الأقل تحمل أدنى معاني الأدب؟ ومن يحاول أن يبحث عن معلومة بسيطة تختص بشركات البث على يوتيوب، وأن يكتشف الخفايا؟
فشركة(Toys and Funny Kids (Surprise Eggs التي تحتوي على 42 قناة، تبث فيديوهات للأطفال بنفس النمط تقريباً، ذاك النمط الهادئ الذي يدمج بين الواقع وأفلام الكرتون، وتحاول الشركة فيه أن تستقطب الأطفال نحو مواضيعٍ تصبح أمر طبيعيي بعد حين، فالمقاطع التي تتجه نحو الإباحية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تحاول أن تعرضها هذه الشركة على صفحتها الرئيسية، وذلك تحت مسمى الترفيه والمتعة للطفل مستعينةً بأبطال أفلام الكرتون كسبايدر مان وآلسا وماشا، الأبطال الذين أحبهم الأطفال منذ شاهدوهم على شاشة التلفاز، واستكملوا ذلك الحب على اليوتيوب، ولكن بطريقة مستحدثة وحشية.
فشركة(Toys and Funny Kids (Surprise Eggs التي تحتوي على 42 قناة، تبث فيديوهات للأطفال بنفس النمط تقريباً، ذاك النمط الهادئ الذي يدمج بين الواقع وأفلام الكرتون، وتحاول الشركة فيه أن تستقطب الأطفال نحو مواضيعٍ تصبح أمر طبيعيي بعد حين، فالمقاطع التي تتجه نحو الإباحية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، تحاول أن تعرضها هذه الشركة على صفحتها الرئيسية، وذلك تحت مسمى الترفيه والمتعة للطفل مستعينةً بأبطال أفلام الكرتون كسبايدر مان وآلسا وماشا، الأبطال الذين أحبهم الأطفال منذ شاهدوهم على شاشة التلفاز، واستكملوا ذلك الحب على اليوتيوب، ولكن بطريقة مستحدثة وحشية.
أمر كهذا لا يمكن أن يكون جيداً أبداً، فكل ما تهدف له هذه الشركة هو فساد الأطفال، وبالتأكيد زيادة أرباحها، فعدد المشتركين في الشركة يصل إلى 4,090,042 مشترك ، أما عدد المشاهدين يصل إلى، 4,234,868,937 مشاهد، وهذا العدد في اضطرادٍ متزايد ، غير أنها تمتلك حسابات أخرى غير يوتيوب، فلها حسابات على فيسبوك، وتوتير، وحتى على بلوجر وجوجل بلس.
أفعاله تقرر من هو!
يحاول سبايدر مان دائماً أن يجعل نفسه طريفاً وخفيف الظل في جميع حلقاته، وتعمل الشركة المسؤولة على التطوير من تصرفاته المدمرة، من دون أن يتكلم أي كلمة، ويكتفي بالحركات فقط، والطفل الصغير لا يدري ما الذي يحصل، ولا يعرف كيف يحلل مقطع فيديو أمامه، بل يجذبه الشكل العام فقط ويتابع، ويخزن كل ما يرآه في باطن عقله ويطبقه في المستقبل بطريقة تدريجية.
ففي حلقات سبايدر مان دائماً يريد أن يمد يد العون للآخرين كالعادة، ولكن على يوتيوب سيكون ذلك بطريقة غير طبيعة ووقحة، حيث يستخدم التكنلوجيا والأجهزة أكثر من خيط فمه الذي اعتدنا عليه مذ جاء سبايدر للحياة، فينجذب الطفل لتصرفاته أكثر حتى يكتشف المزيد عنه.
أما ألسا(Elsa ) أصبحت معشوقته، بعدما كانت بطلةً رقيقةً في فيلم كرتوني آخر، فتقوم بتربية الفتيات على الغيرة والتخطيط باستمرار لإيقاع الآخرين بالسوء، تستقطب وتغري سبايدر مان بالرغم من أنه متزوج. بيد أن هناك الكثير من القبلات التي توزع خلال الحلقات على الفتيات الموجودات. وإن علاج أمراضهم دائماً يتم باستخدام حقنة، وفي أغلب الحلقات تكون أحد الفتيات حامل ومتألمة وتريد أن تلد فتذهب للطبيب، وهناك تعرض سلوكيات لا تمت بدنينا أو حتى عاداتنا وتقاليدنا بصلة.
كيف يصل طفلي لسبايدر مان؟!
باستطاعت أطفال اليوم أن يعرفوا ما لم ندركه نحن منذ الصغر، فالانفتاح الذي نحن به كفيل بمعرفة كل شي، فلديهم القدرة على فتح اليوتيوب وملاحظة الفيديو الأكثر ألواناً وإثارة ومن ثم فتحه.
والكثير من الفيديوهات التي تعرض طريقة ترتيب المعجونة (البلاستسين)، أو فيديوهات ترتيب غرفة اللعبة، أو بيض كندر الذي تُخرَج منه الألعاب الصغيرة، كلها تتبع لنفس الشركة التي تبث سبايدر مان وألسا، فتلقائياً مجرد ما فتح الطفل الفيديوهات الأولى سينتقل إلى الفيديوهات التي تعرض سبايدر مان وغيره، وبالتالي تصبح مقاطع سبايدر مان من المقاطع المقترحة، فكل ما حاولت أن تفتح يوتيوب ستجد أياً من منتجات الشركة أمامك.
هل باستطاعتي أن أتخلص من هذه المشكلة؟
لا بد أن نلعب دور الرقيب الحارس على فلذات أكبادنا، فنحن الوحيدين القادريين على ضبطهم، فليس من الضروري أن يجلس الطفل ساعات طوال على الهاتف، بل استبدلوا ذلك بالجلوس معهم، أو دمجهم مع أقرانهم للعب وتبادل معاني الحياة.
وإذا أردت أن لا تفاجئه بأمر التوقف عن مشاهدة هذه الفيديوهات حاول أن تفهمه ما سبب المنع، واستبدل المقاطع بأخرى مفيدة، وخفف ذلك تدريجياً.
وبإمكانكم أن تبحثوا عن الصفحة الرسمية للشركة وأن تحظروها نهائياُ، بما فيها جميع قنواتها ال 42، وما يعرض فيها أيضاً، وتتخلصوا من كل ما يعرض بها، وتنعموا بوقت هادئ.
وحاولوا دائماً أن تكتشفوا قنوات يوتيوب وأهدافها المرجوة بالتفصيل، قبل أن يتعلق الطفل بها ويصبح منعه أمراً صعباً.
وإياكم إياكم أن تدعوا أطفالكم في غرفة بصحبة سبايدر مان والسا فقط، فآلسا امرأة قذرة تريد لفتياتنا أن يصبحن مثلها، وسبايدر مان لا ييأس من عرض قواه الخارقة في معالجة المرضى، فحاول أن تجلس في جوار ولدك وتتابعه بطرق مثلى مباشرة وغير مباشرة، وأن تنصحه وتجعل منه صانع أمة.
